0



لم تكن مفاجأة مؤتمر آبل السنوي الذي عقدته قبل أيام في التحسينات على هاتفيها الأكثر مبيعا على الإطلاق أو الحجم القياسي لجهاز الآيباد الجديد، إنما كانت في نظام التشغيل المحمول “آي أو إس 9” بإصداره الجديد الذي كان محط اهتمام المطورين داخل قاعة بيل “جراهام سيفيك أوديتوريوم” أكثر من أي شيء آخر قدمه الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك للحاضرين.

حجم قياسي وتوفير الطاقة

أخيرا، جاء نظام التشغيل المحمول بحجم قياسي لا يتجاوز 1.5 جيجابايت بعد أن كان يحتل ما يصل إلى 4.5 جيجابايت في الإصدار “آي أو إس 8” السابق، الأمر الذي منع العديد من مستخدمي هواتف آيفون ذات الـ16 جيجابايت من تثبيت ذلك النظام، وقد جاء تحجيم سعة النظام الجديد ليتلاءم مع استمرار آبل باستخدام 16 جيجا بايت في أجهزتها الجديدة.

إصلاح الثغرات الأمنية، وتطبيقات البطاقة الائتمانية، وخدمة الأخبار، والمساعد الشخصي “سيري” كانت من أبرز مزايا النظام الجديد الذي بات أقل نهما حيال استهلاك البطارية الذي طالما كان إحدى أكثر العقبات التي تواجه مستخدمي الأجهزة اللوحية المقدمة من الشركة منذ الكشف عن الآيفون الأول في ٩ يناير/ ٢٠٠٧.

وفيما بدا واضحا التحسن في عمر وأداء البطارية للمستخدمين الذين تسنت لهم تجربة نسخة البيتا من “آي أو إس 9” أصبح المستخدم قادرا على أن يختار من قائمة الإعدادات نمط الطاقة المنخفضة للتوفير بين الساعة والثلاث ساعات قبل إعادة شحن الجهاز من مصدر الطاقة، وأن يطمئن إلى أن حساسات جهازه ستعرف كيف تقتصد في استهلاك البطارية على النحو الأمثل.

المساعد الشخصي

“أريد مشاهدة آخر الأخبار في مدونة لاند تك”، يكفي أن تطلب ذلك من “سيري” كي يفعل ما طلبت منه، كما يمكن له أن يقترح عليك مراكز التسوق القريبة منك، ويساعدك في اختيار وجبتك الملائمة، فضلا عن مزايا أخرى تجعل منه تطبيقا فريدا يستحق لقب “المساعد الشخصي”.

وتجنبا لعناء البحث في أرشيف صورك فإنه يمكن لـ”سيري” أن يستجيب لطلبك ببساطة مدهشة إذا رغبت في جلب صورتك الملتقطة في مناسبة ما.

هل يمكن أن يتحول آيفون إلى بطاقة هوية خاصة بك؟ بطريقة ما حصل ذلك بالفعل، فالنظام الجديد بات أكثر من أي وقت مضى ملائما لحاجاتك في إجراء العمليات المالية الإلكترونية، فضلا عن تحوله إلى بطاقة ائتمانية معتمدة في أكثر بنوك الولايات المتحدة وبريطانيا عن طريق تطبيق “والت” المدمج بالنظام، ناهيك عن تشخيصات نشاطك البدني وتقديم هويتك الطبية لطبيبك المختص عند الحاجة إليها.

كما يحمل النظام الجديد مزايا تسمح لجهازك بأن يتحول إلى أداة تحكم منزلي من خلال استخدام الأدوات المنزلية والكهربائية المتوافقة مع تكنولوجيا “هوم كيت” الخاصة بآبل.

السرعة وتعدد المهام

إن التحسينات على نظام “آي أو إس 9” جعلت من عتاد آبل أكثر استقرارا، ويملك ديناميكية عالية الاستجابة، ولا سيما في الأجهزة ذات معمارية ٦٤ بتا ومعالجات “أي9” التي تعتبر الخيار الأمثل للأعمال الرسومية، حيث سيكون النظام الجديد -وفقا للشركة- أسرع وأكثر استجابة بنسبة تزيد على الضعف مقارنة بالنظام السابق.

تعدد المهام والعمل على أكثر من تطبيق في وقت واحد ميزة أخرى ضمنها النظام الجديد على أجهزة الآيباد، حيث يمكن -ومع اعتماد ملحقات كلوحة مفاتيح آبل الجديدة “سمارت كيبورد”- أن تدفع المستخدم للاستغناء تماما عن الحواسيب التقليدية التي لم تشهد منذ سنوات تطورا تقنيا أحدث فرقا يذكر كما حصل مع الأجهزة الذكية.

أخيرا يمكن القول إن آبل أنجزت على ما يرام نظامها الجديد بشكل يسمح للمطورين والعملاء بتسهيل حياتهم والعمل بإنتاجية أكبر وتعقيدات أقل، فيما يستمر “سيري” باستباق قرارك واقتراح ما عليك فعله بمجرد أن تناديه “هاي سيري”.



إرسال تعليق

 
Top